السبت، 16 أكتوبر 2010

عدة أيام في قلب شرم الشيخ...


نزهة في شرم الشيخ...
أمضيت عدة أيام هادئة في حضن شرم الشيخ، وهي مدينة مصرية ساحلية ضمن منطقة جنوب سيناء منها يتفرع البحر الأحمر إلى خليج السويس وخليج العقبة، مدينة حديثة، بدا لي أنها مصممة للسياحة وبالتحديد للسياح الغربيين.
كانت رحلتي من الرياض إلى شرم الشيخ مساء و كانت مدة الرحلة تقريبا ساعتين.
مطار شرم الشيخ، مطار دولي ذو تصميم جميل، بدا لي أنه صغير مقارنه بالمطارات الدولية الأخرى، وفيه صالتين للرحلات الداخلية وكذلك الدولية، مطار صغير وأنيق، إلا أن الوصول للطائرات يكون عن طريق الباصات (يذكرني بمطار جدة طيب الذكر).
كان اغلب المسافرين على متن الطائرة أجانب غير عرب، لتتسع الصورة لاحقا وألاحظ أن اغلب مرتادي شرم الشيخ هم من الجنسيات الأجنبية بشكل كاسح، روسيا،ايطاليا، الولايات المتحدة الأمريكية،....
وقد اثر ذلك على معالم المدينة بشكل لافت، فمن الطبيعي أن تشاهد العري الفاضح حول المسابح وحول الشاطئ، وكذلك من غير المستغرب أن تلاحظ اللبس والتصرفات شبه الفاضحة في بعض الشوارع والممرات.
رغم أني رأيت عدة عوائل عربية هناك، إلا أنني لا انصح أبدا الذهاب بصحبة العائلة.
كذلك لم يرق لي وأزعجني، أن أرى بنات بعض العوائل الخليجية تسرح وتمرح بلباس لم يكن يلبس منذ فجر التاريخ بالخليج العربي، وقد شاهدت إحدى العوائل الخليجية (احتفظ بالجنسية، وكلنا عيال قرية..) نصف البنات متحجبات والنصف الأخر لابسات من غير هدوم (وقد ظهرت عبارة ياشين السرج على البقر في شريط الملاحظات بعقلي الباطني).
الجو بشكل عام، جميل جدا صباحا، ترتفع الحرارة ظهرا، تعتدل أواخر العصر، ويكون عليلا ليلا، ذلك طبعا في منتصف أكتوبر زمن رحلتي هذه.
سكنت في فندق هلنان مارينا، فندق أجمل شي فيه موقعة الاستراتيجي ،فهو يتكأ على الشاطئ في خليج نعمة، يمنحك منظرا بانوراما للشاطيء ولشرم بشكل عام، قلب ينبض بحياة المقاهي والأسواق والمطاعم ورحلات البحر للنزهة والغوص، فخلال دقائق وعلى الأقدام فقط، يمكنك من الوقوف في قلب الحدث، سعر الليلة الواحدة لغرفة مفردة مئة وعشرون دولار أمريكي وقد تم الحجز عن طريق شركة خدمات سياحية وبتخفيض خاص، فندق نظيف، خدمة مرضية.
برنامجي يبدأ صباحا من البلكونة ثم البحر(مباشرة قفزة واحدة من البلكونة إلى البحر بلبس النوم وقد كانت القفزات حديث المقاهي كلها) سباحة، أو تنزهاً بالقارب بعد الإفطار.
أما وقت الظهيرة، فقد لعبت القيلولة دور البطولة في كل الأيام تقريبا :).
ومن الجميل جدا تجربة الركوب بالقارب الزجاجي، لتستمتع بمشاهدة الشعب المرجانية بشكل لطيف.
عصرا، تبدأ رحلة البحث عن وجبة الغداء، وقد شملت تجربتي القصيرة، مطاعم فيروز، صفصفة وبيتزا هت.
مطعم فيروز كان ذو جودة الحد الأدنى، وأسعار عالية مبالغ فيها لم يوازيها ما يشفع لها، صفصفة لديه وجبات بحرية جميلة جدا، ويبدو لي ان الشيف ذو الشارب الأسود الكث كان محترفا وقادرا على رسم الفرق بينه وبين المطاعم الأخرى، أما بيتزا هت فقد كانت بيتزا هت.
أما المقاهي، فقد قضيت معظم الوقت بجانب تمثال صغيرا سود للفنان الامريكي الراحل ارمسترونق ملك الجاز، في مقهى كاستلو بكراسيه وطاولاته ذات اللون الأبيض الهادي، ويقبع المقهى على شارع ملك البحرين، وهو شارع يكتظ بالمقاهي والمطاعم والأسواق.
وبسبب جلوسي بالقرب من مجسم الفنان ارمسترونق، فقد عشت لحظات الشهرة والكثير الكثير من وميض الكمرات، ومع كل صورة اضطر للابتسام، وقد أحسست حقا بمدى صعوبة حياة المشاهير وربما السياسيين وبالذات في عملية تصنع الابتسامة لحظات الوميض المر :) .
كان شاي العروسة والمعسل، هما دودتا القز التين تسرقان الوقت خلسة من أطراف النهار وبعض الليل، مقهى جميل وخدمة نظيفة.
وقد قمت بتجربة قهوة الفيشاوي ذات عصر، ولم استطع الجلوس أكثر من نصف ساعة ندمت عليها لاحقا، لم تكن الخدمة جيدة في نظري، وقد تكون وجهة نظر شخصية.
وفي الأسواق تجد التحف والمجسمات الفرعونية مسيطرة على العرض والطلب، وتعتمد الأسعار على شطارة المشتري طبعا، وقد لفت نظري كيفية دعوة البائعين للأجانب للدخول في محلاتهم، وقد أدهشني قدرة البعض منهم الكلام بأكثر من لغة، طبعا قد تكون لغة ركيكة ولكن وكما لاحظت بأنها ميزة قادرة على لفت نظر السائح للدخول في محادثة بسيطة إن لم يكن الدخول في المحل والخروج محملا بالفرعونيات.
كذلك لاحظت كلمات الغزل التي تقذف بخفة الريشة من بعض أصحاب المحلات الشباب تجاه بعض الأجنبيات وبالذات الأجنبية التي لا يكون معها رفيق، كانت الكلمات باللغات المختلفة الايطالية الروسية الانجليزية وقد فهمت بعد السؤال أن الكلمات على شاكلة: يا عسل، يا حلوة يا شقراء، يا أميرة، يا برونزي، يا نلسون مانديلا.... وهلم جرا.
وقد كنت شاهد عيان على مشادة كلامية كادت أن تتحول إلى معركة بالعصي بين شابين مصريين احدهما حاول التحرش بأجنبية كان يرافقها شاب آخر:
مرافق الفتاة: اتلم يله،اتكتم ولا تفتح بؤك بكلمة
البائع: اخرس، انا ما لمستهاش، انا اتكلمت بس ئلت هاو ار يو
مرافق الفتاة: ولا تكلمها حتى، انا حضربك لو عملتها مع أي حد بيكون معاي
البائع: انت تضربني يا قبان (وسحب عصى طويلة كانت مخبأة بمكان قريب)
هنا قام البعض بتهدئة الموقف والحجز بينهم.
مرافق الفتاة: انا عارف انت ليه بتعمل كده، انت غيران مني انا معاي وحدة زي الائمر وانت وحداني ومحدش معبرك، انت ما فيك ولا حاقة بتنحب.
وهنا تدخل احد المعلمين مؤنبا البائع بصوت خافت سمعته بسبب قربي منهم وهو يقول له: مالك يبني، ما الشوارع مليانه
انت بس خليك خفيف علشان تعوم :) .

لفت نظري كذلك أني لم اسمع الآذان ولا مرة، وكنا نعتمد على التوقيت للصلاة، رغم وجود مسجد ولكن ليس بالقريب من مكان سكننا في خليج نعمة.
لم أنسى أبدا، موقف حدث مع إحدى البائعات المتجولات، كان اسمها هبة، عمرها حسب تقديري ثمانية أعوام، ومن عينيها وطريقة كلامها، عرفت أنا وأكدت هي، أنها بدوية، تبيع قلائد واكسسوارات جميلة وبسيطة جدا تقول انها من صنع يدها، يحضر أبوها الأدوات وتقوم هي بالتجميع والنظم،ابتعت منها بعض المنتجات، وبعد أن أخذت النقود، وبدلا من أن تهم بالذهاب كعادة الباعة المتجولين بعد أن يأخذون النقود، حلفت بأن تعطيني هديتين ورغم رفضي لها إلا انها أخذت تحلف وتصر بأن أخذها بطريقة طفولية لا استطيع أن اعبر عنها، وبعيدا عن سعر الشراء، إلا أن موقفها عبر عن أصالة فطرية، قد يكون بسبب بيئتها البدوية في منطقة سيناء.
كم أنت جميلة يا هبة، وروحك أجمل، ادعوا الله، وامنوا يا قراء، بأن يرزقها الله من واسع فضله وان يحفظها وبناتنا من كل سوء.

وعندما ارجع للفندق، يكون هناك بالجانب الأيمن من الطريق مجسم كبير لفلاح مصري، كنت أقف معه بعض الوقت أتأمله، فأجد الهمة والكرامة والعزة والأنفة في عينية، وفي وقفته وفي أطراف أصابعه، كل ذلك رأيته في المجسم، فهل يا ترى كل ذلك يوجد في الفلاح المصري المغلوب على أمره اليوم؟؟ الم يطحنه الفقر ويتخلى عنه أبنائه ويخونه ُحُماته!!
بجانب المجسم يوجد قسم الشرطة، وبطبيعة الحال توجد حراسة عليه، وفي احد المواقف، كان بيدي كيس فيه بسكوت، وقد عرضته على عسكري واقف، وقلت له تفضل خذه لأولادك، فأعتذر بأسى زلزلني: "هو في بيت أصلا عشان يكون فيه عيال...متشكر يا فندم" ولم يأخذ الكيس من يدي.
انتهت الرحلة، عندما أقلعت الطائرة مساء، ولم يبقى معي منها، سوى بعض الهدايا التي تبخرت لحظة الوصول للرياض، و أيقونة للحلوة هبة علقت في عقلي، ومشهد العائلة الخليجية وقد بطش بها غول التغريب وأخيرا لمحة أمل كبير لمصر العظيمة لم تهزها بعض المظاهر في مدينة شرم الشيخ مدينة السلام.


السبت، 2 أكتوبر 2010

ام المؤمنين.. وانكشاف الادبيات الشاذة

اشبع هذا الموضوع الكثير من الدفاع عن عرض رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، ولن اخوض في فتاصيل ما حدث، شيء يهز اركان الغضب...
لكن ، اهدأ واتسائل: اي مذهب، او حتى اي مبدأ هذا الذي يعتمد الشتم والكره ركيزة اساسية في ادبياته، اي مذهب او حتى مبدأ الذي يفتح باب المراوغة على مصراعيه واللمز والغمز!!
اطلعت على بعض ادبيات اليهودية، النصرانية، البوذية، الهندوسية ... لم اجد ادبيات شتم وكره وحقد، صحيح تجد تعصب، تجد غرائب امور لا تتفق مع الفطرة، ولكن لم اجد تربية على الكرة والحقد والشتم....
كلنا درسنا عن اهل البيت رضي الله عنهم وارضاهم تاريخهم وادبياتهم، تجد الواحد منهم عف اللسان، بليغ اللفظ، طاهر القلب، لم اجد حديثا واحد او اثرا عن اي واحد منهم يسب او يشتم.
اذن من اين اتى بعض علماء الشيعة بأدبيات الشتم والتفنن بالقذف والوان اللمز والغمز؟؟؟؟
شيىء غريب حقا لم اقدر على فهمه واستيعابه.
بعض القنوات التلفزيونية تجدها تبث الساعات والساعات فقط في بث اناشيد اللطم والبكاء ولا اعرف لماذا؟ هل كان اهل البيت بكائين؟ لطامين والعياذ بالله؟؟؟
لا اعرف اين مساحات القرأن الكريم والاحاديث النبوية من ساعات البث على بعض القنوات الشيعية، ام يبدوا انها خصصت بطريقة سياسية للنفخ في كير الفتنة الطائفية!!
يبدو لي ان الافعى الفارسية تسعى في خليجنا العربي بوجه طائفي بغيض والهدف هو شق الصف والتخريب والدمار وضرب الوحده الوطنية وللاسف رأس الحربة ،للاسف، هم بعض ابناء المنطقة.
فهل ينجحون؟ الجواب لدى شرفاء الطائفة الشيعية بالطبع!