الأحد، 21 نوفمبر 2010

قلب البحرين وسط المنامة



لاني سعودي ومن عشاق السينما،اليوم كنت في المنامة، مدينة هادئة انتهت لتو من معارك انتخابية حامية، احرزت المعارضة نتائج قوية، سياسيا، تقع المنامة فوق صفيحة اقليمية حامية نوعا ما، فالبحرين مطمع تاريخي ذو طابع استراتيجي لأيران.
خلال يومين، شاهدة خمسة افلام سينمائية، واحد عربي وهو "لا تراجع ولا استسلام" فلم مصري اقل بكثير من عادي.
الاربعة الاخرى كانت اجنبية، "انسبشن" فلم يحتاج تركيز حتى تفهمه، الثاني: "رد" فلم جيد يحكي قصة ستة عملاء اف بي أي متقاعدين يسعى نائب الرئيس لقتلهم، الثالث: "سويتش" جيد يحكي قصة امرأة تبحث عن الحمل الاصطناعي وبدلا من الحمل من المتبرع التي اختارته استطاع رفيقها بطريقة دراماتيكية الحل محله تحت تأثير المسكر، وبعد سنوات يعلن الحقيقة عن ابوته للطف، فلم جيد.
الرابع كان هو الافضل بكثير من وجهة نظري، وهو "دنر فور سكمك" لن احرق عليكم قصته.
بين الفلمين الاخيرين، قادتني قدماي الى قهوة البنديره، مقهى جميل لا تعجبني الزحمة فيه، هناك وقت طويل بين الفلمين الاخيرين فضلت ان يكون في المقهى القريب من مجمع السيف. طلبت معسل وشاي اخضر، واصرت الصدفة ان تضعني بجانب طاولة تجلس عليها ثلاث فتيات، من لهجتهن التي بالكاد اسمعها اتوقع بأنهن من البحرين.
واحد استأذنت منهم وقامت، بقيت اثنتين وبقيت اكتب ما اشاهده:
واحده اراها من الجانب، بعض الاحيان ارى وجهها كاملا عندما تلتفت الى جهتي، كانت تتحدث كثيرا، انثى نموذجية :)
ترتدي ساعة بيضاوية مثل وجهها تماما، تتحدث كثيرا والابتسامة مرتبطة بشفتيها اكثر من الكلمات، لا يقطع سلسلة الكلمات والابتسامات سوى رنين هاتف البلاك بيري وهو الهاتف الاسرع نموا بين المراهقين، وما ان تنهي الانشغال بالهاتف حتى ترجع السلسلة من جديد كلمات مبتسمة...
لديها عينان شرستان، لا تجيدان سوى الهجوم، وانا للاسف منذ سنوات و خطوط الدفاع ضد الاعين منهارة تماما مثلما انهارت دفاعات بغداد ليلة السقوط.
عندما تتحدث كانت يداها تتحركان مثل قائد اوكسترا في اول حفل له.
بعد ربع ساعة من جلوسي تقريبا، تطلب الفاتورة لترحل، تتزحزح قليلا من ذاكرتي، يأتي النادل محملا بالفاتورة، تدفع وهي مبتسمة، ترشقني ببعض النظرات، وهنا اتنازل عن شرقيتي لاقول ربما تنظر فضولا لا اكثر، يرجع النادل محملا بالباقي هذه المرة، تضع النقود بحقيبة سوداء مثل لون شعرها المنسدل على كتيفيها، تتحدث صديقتها معها بهدوء الاطلسي، تستمع ايضا بابتسامة، تنهيان الحديث بعجلة، تقفان سويا، لتهربان من هذه المقالة، تتحدرجان من ذاكرتي، تسقطان على الوقت ، ينبهني الوقت ان وقت الفلم الثاني ازف ، اقف انا ايضا بعد دفع الحساب، تسوقني قدماي لسيارتي لانطلق الى السيتي سنتر حيث يعرض فلم "عشاء للتافهين" منهيا به يومي في المنامة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تفضل هنا، انتقد او عقب او اكتب ما شئت.
سأكون سعيدا بما كتبت