الخميس، 4 نوفمبر 2010

جنيف الفارهة - الحلقة الثانية من سلسلة مئة يوم في سويسرا...

هي أشهر المدن السويسرية، لغتها فرنسية،مدينة جميلة وتشتهر ببحيرة ليما أو بحيرة جنيف والتي نقف بها النافورة الشهيرة شامخة كذيل فرس اصيلة ساعة المعركة الحاسمة.




على أطراف البحيرة، توجد عدة مقاهي وأكشاك مبيعات بسيطة، وفي بعض المناسبات كانت تنصب الخيام والمطاعم المعدة لمناسبة بعينها مثل كرنفال جنيف السنوي والذي يقام في شهر أغسطس من كل عام.
يوجد بها مطار دولي وكذلك محطة قطارات تصلك ببقية أوروبا، ومن خلال المحطة كانت لي تجربة السفر إلى باريس بالقطار وكذلك مدن أخرى.
جربت السكن هنا، بشقة على أطراف جنيف، سبق وذكرت مميزات الشقة في الحلقة الأولى.
كذلك سكنت في عدة فنادق منها فندق الرويل الذي كان يبعد عن البحيرة مسافة تقريبا عشر دقائق سيرا على الأقدام فندق آخر خلف محطة القطارات، إلا أن أكثر فندق سكنته كان الرويل.
جربت كذلك السكن في موتيل صغير قريب جدا من مطار جنيف، وذلك بسبب وصولنا من انترلخن إلى جنيف قبل الرحلة بعدة ساعات.
وجود سيارة تحت قيادتك يمنحك حرية اختيار الفندق، وكلما كان الفندق ابعد عن وسط المدينة كلما كان اقل سعرا، طبعا بشكل تقريبي.
كما ذكرت سابقا، جربت استخدام السيارة وكذلك الباص والقطار، تتفوق السيارة بلا أدنى شك، إلا انه تفوق عليه بعض الملاحظات يجب الانتباه لها، وهي: كلفة الوقود عالية جدا مقارنة بوضعنا مثلا بالسعودية أو حتى أي دولة خليجية، المواقف تتطلب الدفع بحسب ساعات الوقوف، المواقف حسب تجربتي صعبة في جنيف والقيادة أصعب، هذا الكلام ينطبق بصور مختلفة على المدن الكبرى، إلا أن بعض هذه السلبيات تتلاشي في مدن صغيرة مثل انترلخن أو نيون.
للحصول على سيارة البعض يقول انه يجب أن تتوفر رخصة دولية، وهذا الكلام غير صحيح حسب احد تجاربي.
فقد قمنا بحجز السيارة عن طريق الانترنت من شركة هيرتز، وعند الوصول للمطار طلبت منا الموظفة الجواز وكذلك الرخصة الدولية، كانت رخصتي الدولية منتهية الصلاحية،رفضت تسليمي السيارة، فتم إعطائنا السيارة بموجب الرخصة السعودية المحلية ذات اللغتين العربية والانجليزية.



في أيام جنيف، اقضي بعض الوقت بالأسواق والممرات و معظم الوقت على البحيرة، سواء مشيا أو الجلوس على المقاهي المقابلة.
وبحيرة جنيف، مثل الثمامة بالرياض جميلة ولكن تمل منها مع الوقت.
لازلت اذكر قرسون احد المقاهي عندما سألته: لماذا تستخدمون منحوتات عارية في شوارع جنيف؟ وكنت أشير إلى بعضها قريبا منا.
ابتسم، وقال: إنها تاريخية، عمرها مئات السنين وهي نموذج اجتاح أوروبا كاملة وليس فقط هنا.
بدأنا نتجاذب أطراف حديث متبادل، وكيف انه طالب جامعي ويعمل بالمقهى بالفترة المسائية، وقته جدا ضيق للعب أو العبث، فقط لديه يوم إجازة واحد، يبدأه باستخدام الحشيش المخدر لينام على سريرة بسلام، قالها ضاحكا جادا، فحسب كلامه، مسموح بنسبة معينة من الحشيش المخدر للاستخدام الشخصي في سويسرا!!
وهذا فسر لي احد المواقف مع الباعة المتجولين، جلس على الأرض مفترشا بضاعته، بضاعة أشبه ما تكون بسلة مهملات، سألته عن إحدى القطع فأخذ يشرح ويشرح ويشرح حاولت جاهدا شكره حتى يتوقف ويوفر من مجهوده وحتى بعد ذهبت بعيدا عنه كان يشرح ويشرح ...
كذلك لا أنسى احد المواقف بطلها احد كبار كبار المسئولين في دولة خليجية، كان يمشى على أطراف البحيرة وقد شاهدته عدة مرات، يمشي بروية وهيبة ، في بعض الأحيان كان له رفقه، وبعض الأحيان لوحده وفي كلا الحالتين كانت الحراسة الشخصية خلفه.
كان لا يلتفت لا يمينا أو شمالا، يمشي بنظر ثاقب للأمام تماما مثل أبو الهول، وكنت أقول في نفسي عندما أراه أن الدنيا لا زالت بخير وان البلد له رجالات يفكرون به حتى وهم خارجه، كان يبدو انه غارق يفكر بالبلد وبتنمية البلد.
في احد الأيام كنت جالسا في احد المقاهي مقابلا للبحيرة، وبالصدفة المحضة، جلست بجانبي أجمل مراهقة خليجية رأيتها في حياتي كانت بطاولة بجانبي وكنا جالسين من الجهة المقابلة لمنطقة المشي، أي أن منطقة المشي أمامنا، نرى عن قرب كل من يمر من جهتنا.
مر المسئول الكبير مثل عادته إلا انه بدأ يبطئ المشي كأن راداره التقط شيئا غير طبيعي، يبدو انه لاحظ وجود المخلوق الأجمل بجانبي، حتى انه توقف أمامنا مباشرة مشدوها وهو يلقي بنظرة ثاقبة حارقة للفتاة بجانبي، اخذ لقطة ثم أكمل سيره، وأصبح يدور مثل المراهقين عدة دورات، ولا اعرف سبب الدوران هل هو صعوبة مشاكل التنمية بالبلد .....
يوجد كذلك حول البحيرة مركز لقيادة الدراجات مجانا، مقابل فقط رهن الجواز يحق لك استخدام الدراجة لمدة ست ساعات كاملة.

كذلك حدثت سرقة أدبية بطلتها غادة الكويتية ومسرحها البحيرة، لا أريد أن اكتب التفاصيل وهي موجودة لمن أراد بالضغط هنا.

كذلك كنت شاهد عيان على محاولة سرقة لم تنجح وذلك في محطة القطارات، قريبا من احد المداخل،عندما حاولت سيدة بدا لي أنها في منتصف العمر، قصيرة القامة ونحيلة، وقد حاولت سرقة سائحة يابانية وذلك بإدخال يدها بخفة في حقيبة اليد، صرخت السائحة فزعا، ففرت السارقة بطريقة سريعة وكأنها ثعبان فر بعد أن لدغ ضحيته!
فرت من أمام عيني ولم الوي على شيء، وكانت وهي هاربة تنظر للخلف بخوف، لا أجزم، ولكن ربما كانت هذي المسكينة احد ضحايا الرأسمالية التي لا ترحم احد.
سمعت كثيرا أن هناك سرقات تحدث وخاصة في هذه المحطة، وكذلك في المطار.
لاحقا، اتخذت من جنيف ممرا فقط، في الوصول والمغادرة.

الدرس المستفاد: جنيف لا تحتاج أكثر من يومين،انتبه جيدا لأغراضك في الأماكن المزدحمة،استخدم السيارة للسفر بين المدن وفي الريف، قد سيارتك بروية،أطفأ الرادار و متع ناظريك حول البحيرة ولا تكثر الدوران، توقف عند أجمل المناظر الطبيعية ولا تنسى ان تشرب قهوتك على ضفاف البحيرة!

الحلقة القادمة: الانطلاق من جنيف إلى لوزان،مدينة مكتضة بحفلة ساهرة، الساحرة نيون!

هناك تعليقان (2):

  1. الأخ الفاضل :: جنتلمان ::
    مساء الخير والبركة
    أهنئك على هذه السلسلة الناجحة - بإذن الله
    ما شاء الله
    أسلوب لطيف وممتع ..
    استمتعت كثيرا بالقراءة هنا
    أطيب الأمنيات

    ردحذف
  2. اهلا اخوي ابو سعد
    .
    .
    اسعد الله اوقاتك

    شكرا لطلتك هنا..

    ردحذف

تفضل هنا، انتقد او عقب او اكتب ما شئت.
سأكون سعيدا بما كتبت