السبت، 25 أكتوبر 2008

غادة وقصتي القصيرة...

هناك على ضفاف بحيرة في اوروبا -بحيرة جنيف-حدثت قصة لي بدأت في اكتوبر 2004 تكشفت قبل ايام قليلة مضت عن نهاية اكملت بعض الاسئلة...***
على كرسي خشبي قديم
جلست وحيدا اتامل البحيرة
طيور النورس فيها
كنجوم في ليلة صيف هادئة
والهواء هنا عليل..
وهناك طفل يداعب شيئا ما...اه انها فراشة ما اروع الفراشة
وهناك بائع الذرة ...
ذو ملامح صينية
عيون متنفخة.. صغيرة..وقامة قصيرة
ماذا يفعل هذا الصيني في هذة المدينة !
اهي قصة فقر الجنوب وغنى الشمال
او انها لعبة السياسة
***
كنت اتامل في كل شيء
اعمدة النور...وجوه الناس..المراكب..الشوارع..
ملامح المدينة تكمن في المقاهي..
وبائع الجريدة
***
اخرجت القلم لاكتب قصيدة
او قصة قصيرة...
ابدأ بوصف الكرسي والطيور
والطفل والفراشة
وبائع الذرة
وعندما بدأت بالكتابة
أشعلت في فمي سيجارة
***
وجلست بجانبي على الكرسي الخشبي
سيدة اتعبها المشي
رحبت بي ورددت التحية
وانهمكت انا بالكتابة
واحتراما لها اطفأت السجارة
وبعد برهة توقف القلم عن مسيرة الكتابة...
جف الحبر...
انتهى عمره
لكني اضنها
نهايةسعيدة
***
انتهى القلم ولم تنتهي القصيدة
او سمها قصة قصيرة
ولاحظتني السيدة...
وسالت هل انتهيت من صياغة القصيدة !!!
قلت لا.. وفي نظرتي سؤال
يبحث عن اجابة
***
باغتتني بالاجابة
كل من ياتي هنا لابد ان يكتب قصة
او ان يرسم لوحة
او يكتب في الغرام رسالة
***
تفضل هذا قلم لتكمل المسيرة
والمقابل ...ان اردت
نسخة من القصيدة..
بكل سرور يا سيدتي الجميلة
انا اسمي احمد..من الرياض
اهتم بالادب فانا اعشق المتنبي..
واحب قصائد شوقي
لكني لا اكتب في جريده
وانتي؟
انا غادة...
من الكويت احب الادب واعشق الكتابة
والقصة والقصيدة
ولي عمود في الجريدة
اسمه: يوميات سيدة مثقفة..
****يوم جديد****
اه ما اروع الصباح...
صباح ريفي في قلب مدينة!
اتقدم للشرفة البيضاءاخطب ودها...
افتح الشباك اه..هواء عليل كهواء الحب
لقلب عليل***
السماء ملبدة بالغيوم ..
غيوم قريبة تلامس اهداب الشجر..
تلامس تضاريس المنازل المزينة بالزهر..
تسقى المكان برذاذها البخيل
اه يا كرم البخيل
***
بقايا من سهر هناك
فوق الطاولة
وفنجان قهوة...وامال شاعر...
يرسم الحلم من ضوء قمر
واحتفالات مطر
***
اخذت مظلةً وقلم وورقة
واعتمرت قبعة..
قاصداً ضفاف البحيرة
وتحت تلك الشجرة
استولد الاطياف من رحم الاضواء
***
وبعد ساعة او قل ساعتين
انهيت قصيدتي بمقطعٍ يقول:
ياضحكات السمر
هل يخاف الليل من أشباح قمر!
هل يموت الورد لان احداً ما
يملك يد!!
وضحكات الشمس الابدية
في ليالي الصيف السرمدية
ترهب المدار
فتولد الاقمار
***
انهيت القصيدة
وانتهيت..
اخذت مظلتي وسرت والبحيرة
وتزداد الغيوم بخلا برذاذها
وازداد يقينا باني لااعرف طريقي
نحو السيدة الكويتية المثقفة
***
اتجهت نحو صديقي ..
الكرسي الخشبي القديم
فوجدته يستجمع الرذاذ..
قطرة فقطرة يستمد قوته
استاذنته فاغمدت قدماي في بطنة
فظمني بدون ازيز او صرصرة
وصرت استرق النظرالي كل سيدة
تحمل ملامح السيدة المثقفة
***
وبعد الياس وبعد ان تعب النظر
أسحب اقدامي ببطأ من صديقي
واستودعتها الطريق..
وبعد مشوار طويل وصراع مع الافكارفجأة..
ااه...انه هو انه هو..طيفها..
نسيج عطرها
عطرها توزع في المكان
فارتبك المكان..
..
واذا بيد تلوح بوشاح ازرق ليس من بعيد
ولامن قريبا
أختلفت المسافات
والمكان هو المكان
***
دعتني على فنجان قهوة
قدمها رجل ذو ملامح صينية
ولاذيب جمود البدايات
سالتها ماذا يفعل هذا الصيني في هذة المدينة !
اهي قصة فقر الجنوب وغنى الشمال
او انها لعبة السياسة قالت ضاحكة:
ربما كنز الحضارة
***
هل تؤمن يا احمد بصدمة الحضارة؟
انا معجب ببعض الحضارة
بفنها واحترامها الانسان
لكنها تأله المال وبعض الاحيان تتعصب للعرق وخذي اللألمان مثال..
تفضل القهوة يا احمد..
شكرا سيدتي..
لكنني ملتزم
بمقولة السيدات اولا..
هل تعرفين قصة السيدات اولا..
يقال في قديم الزمان شاب احب شابة
في قرية لااعرف في أي مكان
لكنه الحب يوقع في المشاكل
فرفض ابوها الاقتران فرفضا الشباب تعسف القرارفقررا...
يجب ان يموتا فتقدما في احد مرتفعات القرية فتقدمت الشابة للانتحار..فرفض الشاب وقال..
لاانا اول من يموت..اول من يموت
فلما رمى نفسة ومات..
نظرة الحبيبة لحبيبها الشاب وقد غيبه الموت عن ناظريها ففكرت
...وفكرت...وفكرت وبطبيعة الانثى تراجعت
فرجعت للقرية وبعد فترة من الحزن والسواد
أحبت وتزوجت !!
فتفضلي يا سيدتي القهوة
وتفضلي القصيدة.
***
وبدأت بالقراءة كلمة كلمة
حرفا حرفاولما انتهت تبسمت
وقالت انها جميلة ورائعة
شكرا لك سيدتي انها مجاملة..
اني عائدة غدأ الى الكويت لقد اشتقت للكويت وللجريدة..
بالسلامة يا سيدتي بالسلامة وسوف يكون..
ان اردتي بيننا اتصال وكان اتصال
***
وفي احد الليالي المضيئة
في مدينتي الرياض اواخر شهر اكتوبر
الهواء جميل
تتهامس الشرفات على الشبابيك
كانها تدبر مكيدة
كلٌ يريد نصيبة
من هوائها.
جالس انا..
في مكتبتي اشرب القهوة
واتصفح جريدة
وفي صفحة الثقافة
وجدت مفاجئة
يالها من مفاجئة
انها غادة
بطلتها البهية وخبر يقول...
اصدار جديد
***
فورا اتصلت مهنئاً
وفي ثنايا الاتصال وبين اصوات الرنين
فجأة اتى الصوت :اهلا احمد كيفك..
انا ولهانة...
عندها انا تذكرت القصيبي..
نعم غازي القصيبي
قفز فجأة- ليس على الطبيعة والا لكان اهتز المكان من ضخامة ابي يارا-وقصيدتة التي يقول في بعضا من ابياتها:
"قل للكويتية الحسناء,,
معذرةً إذا فضحتُ الذي كان من خبر
تقول "ولهانّة" لو أنها صدقت
أكنتُ وحدي بين اليأس والضجر؟
أكنت أحمل همّ الناس قاطبةً
أكنت أتعس من بيدٍ بلا مطر؟
وكنت أستعطف "الجوّال",, الثمُة
وقلبه قطعة صماء من حجر؟
تقول "ولهانة",,
لو أنها صدقت
أكان حبري دمعي,,
والأسى قدري؟
غفت على اذرع النعماء حالمةً
وخلفتني على الأشواك للسهر
وما طعمت بشيءٍ,,
غير ثانيةِ
تجوب عيناي فيها طلعة القمر”
قطعت مخيلتي سؤالها:هل قرات الكتاب ؟
قلت: ولن اقراءه !!
صاحت: لماذا قلت: لن اقراءة بدون اهداء منك
ضحكت وقالت حسنا تعال هنا الكويت
***
فتحت الكتاب وكعادتي
ابدأ بالفهرس لابحث عن الاثارة ...
وفجأة...
في السطر الاخير
من الفهرس
هناك قصيدة بعنوان "لقاء على ضفاف بحيره"
اه..هل من المعقول انها جسدت تلك اللقاءات العابرة في قصيدة!!!!
وضمنتها في كتاب
***
قفزت للقصيدة الاخيرة
وفي مخيلتي اول لقاء واخر لقاء ومابينهما والقهوة..
وقصة الحبيب والحبيبة ومن مات اولاومن ضحك اخيرا
***
وبدأت بالقراءة بشغف
حرفاً حرف
اًكلمة كلمة
وشيئاً فشيئاً واذا بي اقرا قصيدتي!!
نعم انها قصيدتي !!!!!
قفزت لاخر القصيدة ابحث عن...
وفجأة واذا بالمقطع نفسه هو نفسه..
" ياضحكات السمر
هل يخاف الليل من أشباح قمر!
هل يموت الورد
لان احداً مايملك يد!!
وضحكات الشمس الابدية
في ليالي الصيف السرمدية
ترهب المدارفتولد الاقمار"
***
حقيقة لم اعرف ماذا افعل
اخذت قلما وورقة وكتبت
سيدتي.... غادة
لقد سُرقت اليوم
بل سررت اليوم
يالها من ..سعادة
**** انتهت****

هناك 4 تعليقات:

  1. هي لقاءات الصيف المثيرة
    ستبقى تعلق بالذاكرة وان اشتعل الشيب ومرت الأعوام , تليها الأعوام

    المتمرردة ;)

    ردحذف
  2. الاخ والسيد جنتلمان
    وصف متقن , استرسال مشوق , وذكاء فى اختيار الكلمات .. هذه القليل مما وجدته بين اسطرك
    عندما يسرق احدهم اولا ليكون واثق من ابداعه وثانيا لم يكون الاول ولا الاخير فى قائمة ذلك المنتحل

    بصدق ابدعت

    دمت بخير

    ردحذف
  3. تفاصيل في غاية الجمال ..

    هذه جنيف ومفاجآتها ...

    واي بحيره تجبرنا على الكتابه غيرها ....

    ذكرتني بايام لا تنسى هناك ...

    صح نبضك ..
    .
    .
    احساس رسامة
    .
    .

    ردحذف

تفضل هنا، انتقد او عقب او اكتب ما شئت.
سأكون سعيدا بما كتبت